أرشيف

مهمشو دار سلم تحت سطوة قسم الشرطة ومندوب المباحث الجنائية

تراوح أعمار جمال وجعفر وقاسم وزيد وسمير ومجاهد بين 14- 15 عاما، ويقطنون في دار سلم جوار قسم الشرطة في خيام مصنوعة من الكراتين والطرابيل، لأنهم من فئة مهمشة.

في أواخر ديسمبر الماضي تعرضوا للتعذيب المبرح والضرب المفرط، وأصيبوا بجروح بليغة ما زالت آثاراها واضحة على جلودهم.

قال الأطفال أنه تم استدعائهم من قبل مندوب مباحث شرطة دار سلم الذي أودعهم  الزنزانة حتى منتصف الليل حين انهال عليهم ضربا مبرحا بكابلات الكهرباء، وحاول إحراق أصابعهم بقداحته.

صباح اليوم التالي أرسلهم قسم شرطة دار سلم إلى دار التوجيه، وهو سجن خاص بالأطفال، وصادف ذلك زيارة برلمان الأطفال للدار فكان أن عرضوا أجسادهم على الزائرين، وتم توثيق شكواهم بالصوت والصورة.

«يمنات» التقى بعاقل الحارة الذي أفاد أن الأطفال المهمشين المذكورين جاءوا إليه ومعهم هاتف نقال لا يتجاوز ثمنه ستة آلاف ريال طالبين منه تسليمه إلى قسم الشرطة، وقالوا إنهم وجدوه مرميا في الأرض.

في القسم كان شخص يقدم بلاغا بفقدان هاتفه، ولما رأى الهاتف عرفه واستلمه وانصرف، لكن مندوب البحث طلب حضور الأطفال من أجل التحقيق معهم، واحتجزهم حتى منتصف اليل عندما بدأ صراخهم يعلو وسمعهم من كان قريبا من القسم.

تجمع المهمشون في دار سلم يشكون لنا معاناتهم من قسم الشرطة الذي أفادوا أن أفراده يتهجمون على منازلهم بعد منتصف الليل، ويفرض عليهم الأتاوات أو يطلق النار على أكواخهم لإرهابهم.

وقالت إحدى النساء إن مسؤول السجن يتصل بها كثيرا، ويقول لها: «دبري حق القات اليوم ما لمم فلن يبيت أولادك الليلة عندك».

وذكرت فتحية ناصر (88عاما) أنه تم اعتقالها بعد منتصف اللي وشقيقتها زينب، وتعرضتا في القسم للتعذيب والضرب المبرح والصفع على الوجه بتهمة سرقة مبالغ نقدية بالعملة السعودية، ولم يتم إخلاء سبيلهما إلا بعد دفع مبلغ كبير لمندوب البحث، وأكدت أن التهمة كانت ملفقة، ومبررا لابتزازها وشقيقتها.

وأضافت: «حين جاء بعض أقاربنا للسؤال عنا، واستفساره عن أوامر النيابة هاجمهم إلى منازلهم وصرخ فيهم: «أنا النيابة، وأنا الدولة»».

أما المواطنة دولة علي صالح (15 عاما) فأفادت أن شقيقها بشير (7أعوام) اعتقل من قبل مندوب المباحث، واستولى على هاتفه الذي اشتراه له والده في رمضان الفائت، مدعيا أنه سرقه، ولم أستطع إخلاء سبيه إلا بعد أن بعت التلفزيون لإعطاء المندوب 7000 ريال، فأخلى سبيله بدون هاتفه النقال.

وجاء الشاب محمد حسين الريمي متوكئا على عصاه كالشيوخ، ليفيد أنه تعرض لضرب مبرح سبب له شللا في ساقه اليمنى.

وناشد المهمشون عبر «يمنات» المنظمات ال المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان التدخل و من اجل إنقاذهم من تعسفات قسم الشرطة.

زر الذهاب إلى الأعلى